هي ليست تجربتي الأولى في الانتخابات فقد سبق لي التصويت في انتخابات رئاسية في سوريا وانتخابات بلدية ورئاسية في تركيا، لكنها التجربة الأكثر تميزاً، وهي التجربة الأولى التي سأتحدث عنها ببعض التفصيل، سأجيب فيها عن تساؤلات وردتني أو راودتني..
هل تملكتني المخاوف من خوض هذه التجربة؟!
على العكس، فرغم أن فكرة الولوج إلى هذا المجال لم تكن وليدة أفكاري، لكن عندما تم طرحها عليّ وافقت دون تردد، فإن لم أكن أنا التي عملت لسنوات على توثيق تفاصيل حياة السوريين وما يتعرضون لها من انتهاكات هي من أقدر الناس على تمثيلهم فأنا ببساطة أتيح المجال لمن هم أقل قدرة على ذلك للترشح. من هنا استخرت الله وتقدمت لعضوية الهيئة الناخبة وبفضله تعالى تم قبولي فيها.

لماذا لم أرشح نفسي لعضوية المجلس؟!
عدم امتلاكي الخلفية القانونية التي أعتقد أنها ضرورية لتحقيق المطلوب من المجلس في هذه المرحلة هو السبب الرئيس لذلك، كما تتطلب العلاقات في هذا الوسط ما يسمى بالديبلوماسية التي لا أمتلك القدرة عليها فحتى معالم وجهي تخذلني فيها. هي مرحلة تتطلب الكثير من الطاقة والجهد وربما خوض معارك وصراعات غير جلية وهذا ما قد يؤثر على إنتاجيتي.
كيف سارت مراحل العملية؟
في 9 من أيلول وهو اليوم الثاني للتقدم بطلب الترشيح للهيئة الناخبة لمجلس الشعب تقدمت بطلبي في مبنى مفوضية الكشافة في منطقة باب النهر بحماة، في 18 من الشهر ذاته صدرت القوائم الأولية لأعضاء الهيئة الناخبة والتي ورد فيها اسمي، وبعد انقضاء فترة الطعون صدرت القوائم النهائية في 27 من شهر أيلول وعليها تثبت وجودي ضمن هذه القائمة، والتي توقفت عندها، لاحقاً كان هناك مرحلة التقدم بالترشح لعضوية مجلس الشعب وعليه تم تحديد يومي 2 و3 تشرين الأول للقاء الهيئة الناخبة مع مرشحين لعضوية مجلس الشعب والاستماع منهم لبرنامجهم الانتخابي وطرح الأسئلة عليهم، تحدث فيهم 26 مرشحاً من بين 52 مرشحاً صدرت أسماؤهم، اليوم التالي هو يوم الصمت الانتخابي الذي سبق يوم الانتخابات.
في 5 تشرين الأول كان علينا التصويت لخمسة مرشحين من بين 45 مرشحاً (انسحب البقية قبل موعد الانتخابات).


ما هو المعيار الذي اعتمدته لاختيار المرشحين؟
بناء على حضوري للقاءات المرشحين تأكد لدي أن البرامج الانتخابية ليست المقياس لتحديد الأفضل، فكم مرشح صعد للتعريف بنفسه وببرنامجه وتبين أنه لا يعي ماورد في برنامجه، والنقطة الأبرز هي عدم التمييز بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وأن دور عضو مجلس الشعب هو دور تشريعي فقط. إضافة لذلك حرصت أن يكون من سأمنحه صوتي هو أكاديمي له خلفية ثورية، دون تمييز مرتبط بمكان إقامة هذا الشخص خلال سنوات الثورة، لاعتقادي أن المرحلة الحالية تحتاج لهذه الشريحة.

هل أنا راضية عن نتيجة التصويت؟!
هل أعرف من فاز حق المعرفة لأرضى أو أرفض، بالنتيجة هم أشخاص مشهود لهم وقد حصلوا على أصوات ناخبيهم دون ضغوط، ويكفيني أن 40٪ ممن منحتهم صوتي قد فازوا، وسأحسب من فازوا من أكفأ من ترشح لعضوية المجلس، قد يخطؤون وقد يصيبون فهم بشر لا سابق معرفة لهم بهذا المعترك وهذا يلقي على عاتقنا كسوريين مهمة النصح والإرشاد لهم والابتعاد عن تصيد الأخطاء والتشهير.
ما رأيي بسير العملية الانتخابية؟!
إذا كنت سأبني تقييمي لها على المقارنة بتجارب أخرى أو سابقة فهي عملية منقوصة سارت بسرعة وتخللتها الثغرات، لكن في ظل الظروف الحالية للبلاد هي بتقديري أفضل ما يمكن أن تكون عليه، شعرت خلال هذه العملية بالفخر إضافة لثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا كهيئة ناخبة نمثل آمال الشعب السوري كاملاً ونعبر عن طموحاته.
ما الذي أرجو أن يحققه هذا المجلس؟!
باختصار أن يتق الله في عمله، ويبتعد عن التجاذبات والتناحرات والانشغال بالعمل لصالح البلاد فنحن في مرحلة تحتاج جهوداً جبارة من هذا المجلس للتخلص من الإرث الذي خلفه لنا النظام البائد من قوانين بالية وسن قوانين تحرر حقوق الناس وتجبر ضررهم وترتقي بالبلاد إلى المراتب العليا بين دول العالم.
للاطلاع على ما علقته خلال فترة الانتخابات على الجزيرة نت وقناة الحدث
الوسوم: اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، الهيئة الناخبة، انتخابات، حماة، سمية الحداد، سوريا، مجلس الشعب، مجلس تشريعي، مختارات، مي النيربية

