كما نعلم جميعاً نجم عن اندلاع الثورة السورية وجود شريحة من الثوار سواء الناشطين منهم في المجال العسكري أو المدني والذين ينتمون إلى شرائح مختلفة من النسيج السوري، والذين أسهموا كل في مجاله وحسب قدرته في هذا الحراك في سبيل القضاء على حكم الأسد.

توزعت هذه الشريحة في كل بقاع الأرض تقريباً ولكنهم وبشكل أساسي ينقسمون بين “الخارج والداخل المحرر والداخل لدى النظام”، حسب ما يطلقون على أنفسهم، تنوعت أسباب مشاركتهم فيه وعطاءاتهم ومكتسباتهم باختلاف المكان وآلية التفكير والطاقات لدى كل واحد منهم ولكنهم اشتركوا بمعارضتهم لهذا النظام المجرم.

انتصرت الثورة وسقط النظام في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، سقط النظام مخلفاً وراءه وطناً متهالكاً منهكاً وتحديات كبيرة أمام السلطة الجديدة حديثة العهد بهذه المسؤوليات، سقط النظام مخلفاً وراءه وطناً يحتاج اتحاد كافة الطاقات في سبيل إعادة بنائه ولا مكان فيه لمتصيدي الأخطاء أو مثيري الفتن أو لمن غفلوا عن أن انتصار الثورة ينهي حقبة معارضة السلطة والفُرقة.

لقد تحقق ما طالب به الثوار وانتهت مهمتهم وبات عليهم إما التوقف ومزاولة حياتهم الطبيعية أو المتابعة برؤية جديدة وأهداف جديدة مستفيدين من خبراتهم السابقة لما فيه خدمة لوطننا الذي استعدناه وتمكيناً لمكتسبات النصر، والابتعاد عن التصيد والمطالبة بمكاسب كعرفان على ما قدموه سابقاً.

وطننا هو وطن الجميع وعلينا التكاتف لإعادة إعماره والنهوض به لا التناحر لتولي المسؤوليات فيه، علينا التصرف بحكمة وتقديم النصح والمساهمة بتقويم أي خطأ أو زلل يقع به ولاة الأمر لا التجريح والتشبيح والانتقاص من كل ما قدموه حتى الآن.

تعالوا نتعالى على أنفسنا في سبيل وطن بذلنا الغالي والرخيص لنيل حريته، هذه مسؤوليتنا…

شارك هذه المادة مع أصدقائك