مقتبس من مقال نشره موقع الحرة في 30 كانون الثاني/ يناير 2025:

حاولت قوات الأسد اقتحام المدينة، لكن اشتباكات عنيفة مع مسلحين أجبرتها على الانسحاب. ردت القوات بقصف عشوائي وكثيف بالمدافع والطائرات، مما أدى إلى تدمير أحياء كاملة ومساجد وعيادات ومنازل ومرافق أخرى دون تمييز، وسقوط عشرات القتلى والجرحى في أقل من يومين، كما ذكر، رئيف مرعي، لموقع “الحرة”، لافتًا إلى أنه كان في الثلاثين من عمره عندما وقعت تلك الأحداث الدموية في مدينته.

وأشار مرعي، الذي كان ضابطًا طيارًا جرى تسريحه من الجيش قبل بضعة سنوات من المذبحة، إلى أنه كان من الذين شاركوا في الدفاع عن مدينته، رغم قلة السلاح والذخيرة لديهم.

وقال مرعي: “أنا من سكان ما يعرف بحي الشرقية، وقد اضطررنا للمقاومة إلى آخر نفس. كنا آخر حي يسقط بأيدي قوات النظام، التي كانت معظمها من صبغة طائفية معينة. كانوا يمارسون القتل بدم بارد ويفتخرون بقتل الأطفال وبقر بطون الحوامل. في النهاية، وبعد أن نفدت ذخيرتي، اضطررت للاستسلام”.

ويضيف مرعي: “قبل المجزرة الكبرى، تعرضت المدينة لعدة مذابح واعتداءات. ففي العام الذي سبقها، جاءت قوات من سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد (عم بشار الأسد) وجمعوا نحو 300 رجل ومراهق أمام حائط معمل بلاط ليطلقوا عليهم النار بدم بارد، وكأنهم في حصة رمي تدريبية. كان من بينهم أحد معارفي ويدعى، أمين بستاني، والذي نجا من الموت بأعجوبة”.

ويتابع: “أصيب وقتها أمين بطلقات في ساقيه ليقع أرضًا، وتظاهر بالموت. أخبرني لاحقًا أن أحد الضباط الذين كانوا يتفقدون جثث الضحايا وقف فوق رأسه وأخرج من جيب صديقه مشطًا ليسرح له شعره قائلًا بسخرية: (يا خسارة هذا الشعر الجميل أن يموت صاحبه بهذه الطريقة)”.

وعن ذكرياته وهو يرى البنايات تقصف بوحشية بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، أضاف مرعي بنبرة حزينة: “حتى أشرس الوحوش كانت سوف تكون بمثابة الملائكة أمام أولئك الشياطين الذين اقترفوا أبشع المجازر بحق نساء وأطفال ومراهقين وشيوخ عزل”.

وعن نجاته من الموت رغم اعتقاله، قال: “لحسن حظي، جرى فرزنا. أنا، وباعتباري كان معي شهادة في الحقوق، جرى وضعي مع فئة المثقفين. كنا حوالي 20 شابًا ورجلًا، ووضعونا في شاحنة عسكرية (زيل)، حيث اتجهوا بنا إلى فرع المخابرات العسكرية في المدينة”.

وأضاف: “هناك طلبوا منا القفز والوقوف على يمين الشاحنة، ولكن لا أعرف ما الذي ألهمني وجعلني أقفز إلى اليسار، مبتعدًا بخطوات قليلة دون أن يلحظ أحد ذلك. فيما جرى إدخال بقية المعتقلين إلى ذلك الفرع، حيث قُتلوا على الأغلب”.

وتابع: “بعد أن ابتعدت قليلاً عن الفرع المخابراتي، صادفت رقيبًا (رتبة عسكرية) في طريقي، فسألني من أكون. فأخبرته أنني رقيب أول في الأمن السياسي، فدعاني إلى الطعام في كولبة (كوخ حراسة صغير). فتمالكت نفسي وأكلت مع الموجودين بعض لقيمات قبل أن أغادر”.

“ومن حسن حظي أنني شاهدت أحد معارفي من قوات النظام، وهو ليس من مدينة حماة، وساعدني في الوصول إلى حمص المجاورة. بعد ذلك توجهت إلى دمشق قبل أن أتمكن من مغادرة البلاد، ولم أستطع العودة بعدها نهائيًا”، يختم مرعي حديثه إلى موقع “الحرة”.

 

للاطلاع على المقال كاملاً

شارك هذه المادة مع أصدقائك