السوريون هم أكثر الشعوب تقديراً لمعاناة أهل قطاع غزة الحالية، فما عايشه السوريون في حراكهم الذي انطلق في آذار 2011 ومازال مستمراً حتى الآن يتقاطع بشكل كبير مع ما يشهده أهالي القطاع، ومع تكراره في غزة تنتكئ جراحهم التي لم تندمل، يضاف إلى ذلك أن جميع ما سبق هو تكرار لوقائع عايشها أهالي مدينة حماة في شهر شباط 1982، حين قام حافظ الأسد في سبيل القضاء على ما أسماه حاضنة الإخوان المسلمين بارتكاب أبشع الجرائم بحق سكان هذه المدينة، ورغم مضي عقود على تلك المجزرة فما تزال تبعاتها جلية لأهالي هذه المدينة واستحق أن يُنسب لها ما يسمى بقواعد حماة، وتعود هذه التسمية للصحفي الأمريكي توماس فريدمان الذي زار المدينة بعد إعادة فتحها في أيار من العام ذاته وعلى إثر تلك الزيارة أطلق مسمى قواعد حماة (1) التي تعني بأنه “لا توجد قواعد على الإطلاق. حيث يمكنك أن تفعل أي شيء من أجل البقاء في السلطة، ولا تكتفى بهزيمة أعدائك، وإنما تقصفهم في بيوتهم، ثم تسويها بالأرض، حتى لا ينسى ابناؤهم ولا أبناء أبنائهم، ولا يخطر في أحلامهم ــ حتى ــ أن يتحدوك مرة أخرى.” وهذا ما حصل فعلاً حتى أن من نجا من تلك المجزرة خشي أن يروي لأبنائه ما جرى “فللحيطان آذان” وبات هؤلاء لا يعرفون إلا أن تلك المجزرة كابوس يجب ألا يتكرر، ثم عاد فريدمان إلى ذكر التسمية مع بدايات الحراك الشعبي ليشير إلى سير بشار على خطى والده حافظ الأسد وأطلق عليها اسم قواعد حماة الجديدة (2)، ولم يكن في حينها في مخيلة أحد أنه سيتفوق عليه بالوحشية، أعاد فريدمان التطرق لقواعد حماة مشيراً إلى ما يقوم به الصهاينة في غزة الآن (3). وصرّح نائب وزير الخارجية الأسبق للكيان الصهيوني داني أيالون مؤخراً (4): “فكرتنا هي كالتالي، يخرج المدنيون من غزة إلى سيناء وسنقوم مع المجتمع الدولي بتأسيس بنية تحتية لهم وخيام ونوفر لهم الغذاء والماء تماماً كما حدث قبل بضع سنوات عندما فرّ السوريون من الأسد إلى تركيا”
وهذا يدعم فكرة أن حكم نظام الأسد دون غيره من الأنظمة الفاشية في العصر الحديث بات منهجاً يتعلم منه مجرمو هذا العصر، وقد تفوق الأسد الابن على أبيه بمراحل كثيرة، وربما من الواجب علينا أن نكون موضوعيين ودقيقين قدر المستطاع في التمييز بين إجرام الثلاثة حافظ الأسد (في مجزرة حماة) وبشار الأسد (في الحراك الشعبي الممتد منذ آذار 2011 حتى يومنا هذا) والكيان الصهيوني (في عدوانه الأخير على قطاع غزة إثر الهجوم الذي شنته حماس عليها تحت مسمى عملية طوفان الأقصى فكان رد الكيان الصهيوني بمعركة السيوف الحديدية منذ 7/ تشرين الأول/ 2023 حتى الآن) في ظلّ الاختلافات الجوهرية سواء في الزمان والمكان والغاية، وهذا ما يجب الحرص عليه فيما سيرِد تالياً من أبرز الانتهاكات المرتكبة من قبل الأطراف الثلاثة.
المدة الزمنية للعمليات العسكرية:
هناك فارق كبير في المدة الزمنية التي وقعت فيها الوقائع الثلاثة، فمجزرة حماة استمرت 27 يوماً قبل أزيد من أربعة عقود، وطوفان الأقصى مستمر منذ أزيد من 5 شهور، أما الحراك الشعبي في سوريا فهو مستمر منذ قرابة 155 شهراً، وهذا يشكل فارقاً في تقدير حجم الانتهاكات المرتكبة.
سمات المناطق التي شهدت العمليات العسكرية:
لا يمكن إغفال نقطة جوهرية عند استعراض هذه الوقائع وهي أن حافظ الأسد وابنه مارساها على أراضي البلاد التي يحكمونها أي ضد شعوبهم ومواطنيهم، أما إسرائيل فمارسته على أراض لا تخضع لحكمها وضد شعب تعاديه، ومن المهم النظر إلى قدر المساحة التي مورست عليها هذه الانتهاكات فبينما كانت مساحة مدينة حماة قرابة 135 كيلو متر مربع ويبلغ عدد سكانها وفق إحصائيات غير رسمية 420 ألف نسمة (وهذا يعادل كثافة سكانية قرابة 3110 نسمة/ كيلومتر المربع) ، تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كيلومتر مربع يقطنها قرابة 2.23 مليون نسمة (وهذا يعادل كثافة سكانية بحدود 6110 نسمة/ كيلومتر مربع)، أما مساحة سوريا -المناطق التي شهدت عمليات عسكرية لقوات النظام السوري- فهي قرابة 150 ألف كيلومتر مربع يقطنها قرابة 15.1 مليون نسمة (وهذا يعادل كثافة سكانية بحدود 100 نسمة/ كيلومتر مربع).
القتل خارج إطار القانون:
هو أبرز انتهاك مارسه كلاً من نظام حافظ الأسد في مدينة حماة ونظام بشار الأسد في سوريا والكيان الصهيوني في قطاع غزة، ورغم تعدد أساليب القتل لكن النسبة الأكبر من ضحايا هذه الأنظمة قضوا في الهجمات العسكرية عموماً.
قام حافظ الأسد بقصف مدينة حماة ودك المنازل على رؤوس قاطنيها ثم إعدام المئات عند اقتحامه المدينة دون تمييز بين كبير وصغير أو أنثى وذكر والتمثيل ببعض الجثامين وحرقها وقطع أيادي النساء وبقر بطون الحوامل، وبشار الأسد لم يختلف عن والده إلا أنه استخدم أسلحة أكثر فتكاً، وكذلك ما مارسه الكيان الصهيوني في معركته الحالية في قطاع غزة حيث عمد إلى قصف القطاع من الأرض ومن الجو بذخائر شديدة الانفجار وأسفر القصف المكثف على القطاع بوقوع مجازر عدة يومياً جعل من الصعب توثيقها وهي ذات السياسة التي مارسها بشار الأسد عند حصاره لبعض المناطق لاستعادة السيطرة عليها كالغوطة الشرقية وأحياء حمص القديمة وهذا ما يسمى بسياسة “الأرض المحروقة”.
عمد كل من نظام بشار الأسد والكيان الصهيوني إلى تنفيذ ما يسمى بـ “الضربة المزدوجة” وذلك بقصف المكان ذاته عقب تجمع المسعفين والإعلاميين والمدنيين وذلك لإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية، بالتزامن مع قصف الطرق المؤدية للمشافي التي تم قصفها أيضاً.
يبرر الكيان الصهيوني ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين بأن حماس تستخدمهم كدروع بشرية وبأنه يُطلق تنبيهاً للأهالي وبالتالي لا يوجد مدنيين في المناطق التي يقصفها، علماً بأن المدة الزمنية المتاحة غير كافية للإخلاء عدا عن السبب الرئيس وهو عدم وجود مكان آمن يذهب إليه المدنيون (8)، في سوريا لم يطلق النظام السوري وموالوه أي تنبيه قبل هجماته وبذلك يحقق أكبر عدد ممكن من الضحايا.
بلغت حصيلة الضحايا التي تم توثيقها في مجزرة حماة 1982 قرابة 7984 مدنياً (5) (بمعدل 296 مدنياً/ اليوم) إلا أن التقديرات تشير إلى مقتل ما بين 30 إلى 40 ألف مدني، في حين كانت حصيلة الضحايا على يد نظام الأسد الابن 201110 مدنياً، بينهم 23022 طفلاً و11981 سيدة (6) (بمعدل 45 ضحية مدني/ اليوم)، أما في قطاع غزة فقد بلغت حصيلة الضحايا 28663 ضحية (7) (بمعدل قرابة 182 ضحية/ اليوم)، مع التنويه إلى أن هذه النسبة لا تعكس الواقع الفعلي ولا يمكن استخدامها في قياس مدى عنف الأطراف الثلاثة وذلك لاختلاف الفترات الزمنية وتعدد المناطق ومساحاتها وكثافتها السكانية وتباين شدة العمليات العسكرية، ففي النزاع السوري، على سبيل المثال، حين بلغت حصيلة الضحايا الإجمالية في العام الثاني للنزاع 66046 مدنياً كان في العام الثاني عشر 1234 مدنياً، وبلغت 48061 مدنياً في محافظة ريف دمشق فيما بلغت 17271 مدنياً في محافظة حماة منذ بداية الحراك الشعبي (8).
الاعتقال والاخفاء القسري:
في هذا الصدد لا يمكننا التمييز بين الأطراف الثلاثة فجميعهم يداهمون المساكن ويعتقلون دون مذكرات اعتقال وبطريقة وحشية مهينة ودون تمييز بين مدني ومقاتل أو طفل وسيدة وكهل ورجل ويمنعون المعتقلين من التواصل مع ذويهم، أو تتم عمليات الاعتقال على الحواجز.
يعتبر الاعتقال سلاحاً لترهيب المجتمعات والقضاء على أي حراك معادي للنظام ويهدف إلى الضغط على أقارب المعتقلين المطلوبين من قبلها.
تمتاز معتقلات نظام الأسد بغياب الظروف الصحية ما يزيد من معاناة المعتقلين ويتسبب بموتهم أحياناً جراء الجوع والمرض، ويتحول معظم المعتقلين لدى نظام الأسد إلى مختفين قسرياً لا تتوفر أي معلومات عنهم إلا ما قد يتسرب عن المفرج عنهم، ذكرت إحدى المنظمات الحقوقية السورية أن لديها بيانات لقرابة 3762 مختفٍ قسرياً من أبناء مدينة حماة على خلفية مجزرة حماة 1982 (9) إلا أن التقديرات تشير إلى نحو 17 ألف مفقود، تم الإفراج عن بعضهم بعد عقود من الاحتجاز وهم بحالة صحية وذهنية يُرثى لها، في ما لا يزال الآلاف مجهولي المصير حتى يومنا هذا.
لم يكن بشار الأسد أقل وحشية من والده فقد شهد ما يخلفه الاختفاء القسري على المجتمع من إرهاب وآثار لا تزول بمرور الزمن فعمد لاستخدام هذا السلاح بوحشية مفرطة حتى بلغت حصيلة من لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد قوات نظام بشار الأسد 135638 شخصاً، بينهم 3693 طفلاً و8478 سيدة (10)، أما حصيلة المعتقلين في قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني فقد تجاوز السبعة آلاف (11) تم اعتقال المئات منهم بشكل تعسفي (12)، وتشير منظمات حقوقية فلسطينية إلى أن معتقلي قطاع غزة يتعرضون لسوء المعاملة والاحتجاز في ظروف غير إنسانية مع منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمحامين من زيارة المعتقلين، وقد عدلت سلطات الاحتلال الأوامر العسكرية والقوانين بما يخدم احتجاز أكبر عدد من المعتقلين ولفترات طويلة دون اتخاذ أي اجراء قانوني بحقهم (13). يقوم الكيان الصهيوني بعمليات اختطاف لأطفال ونساء لدى توغله في مناطق من القطاع وتشير الإحصائيات المتوفرة إلى نحو 7 آلاف مفقود، منهم عدة آلاف من الأطفال والنساء، لا يزال مصيرهم مجهولاً (14).
التعذيب:
استخدم نظام الأسد التعذيب كوسيلة لنزع الاعترافات وترهيب المجتمع وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن كلاً من الأسد الأب والابن هما من أكثر الأنظمة وحشية في العصر الحديث في التعامل مع المعتقلين داخل مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري والتي تفتقر لأي مقومات إنسانية مع الحرمان من الغذاء والطبابة اللازمة.
أكد معظم المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم من معتقلات نظام الأسد وقوع وفيات بسبب التعذيب بشكل شبه يومي أمامهم وانتشار الأوبئة أحياناً دون أن يتلقوا العلاج اللازم بل ودون أن تتوقف عمليات التعذيب حتى في حال نقل المعتقل إلى المشفى، حتى أن بعض المعتقلين المرضى يتكتمون على أوجاعهم خشية نقلهم الى تلك المشافي، ومن أكثر الأوبئة المنتشرة السل والجرب.
قام النظام السوري بتعذيب كافة فئات المعتقلين لديه دون تمييز بين رجل وسيدة وبين طفل وكهل ولم يتوقف الأمر عند اعتقالهم بل تعذيبهم أمام ذويهم أو تعذيب ذويهم أمامهم لانتزاع الشهادات منهم، عانى الأطفال أيضاً من التعذيب ومن الجوع حالهم كحال البالغين، يضاف إلى ذلك عمليات الاغتصاب بحق السيدات والتي تسببت بحملهنّ أحياناً، ما جعل معاناتهن تمتد حتى في حال الإفراج عنهن.
ذكرت إحدى المنظمات الحقوقية السورية أنها وثقت اثنان وسبعون أسلوب تعذيب على يد قوات نظام الأسد الابن (15)، ومما أفصح عنه الناجون من معتقلات الأسد الأب يمكن الجزم بأنها لا تختلف كثيراً عمّا مارسه نظام الابن.
في أغسطس/آب 2013، سرّب عسكري منشق لُقّب بـ “قيصر” 53275 صورة لضحايا تعذيب في معتقلات نظام بشار الأسد إلى خارج سوريا، تعود 28707 من هذه الصور لما لا يقل عن 6786 جثة قضوا بسبب التعذيب (16)، كانت الصور مرعبة فالضحايا جميعهم يعانون من الهزال الشديد حتى تغيرت ملامح وجوههم وتظهر عليهم آثار تعذيب شديد.
وصلت حصيلة ضحايا التعذيب في المعتقلات التابعة لنظام بشار الأسد إلى 15051 ضحية بينهم 190 طفلاً و49 سيدة (17)، في حين لا تتوفر إحصائيات لضحايا التعذيب ممن تم اعتقالهم من أهالي حماة على يد نظام حافظ الأسد. لم يتوانَ الكيان الصهيوني عن ممارسة التعذيب بحق معتقلي قطاع غزة وقد تحدثت بعض المصادر عن وفاة أربعة أشخاص داخل مراكز الاحتجاز (18) وهناك حديث عن عمليات اعدام داخل المعتقلات (19)، إضافة إلى اعتقال سيدات تعرضن للتحرش الصريح والضرب والتنكيل (20)، استطاع الكيان الصهيوني التميز على نظام الأسد باستجلاب مدنيين ليشاهدوا عمليات التعذيب بحق المعتقلين وتصويرها بهواتفهم الشخصية (21) ورغم ذلك فإن وحشية الكيان الصهيوني لم ترقَ إلى نفس درجة نظام الأسد في وحشية عمليات التعذيب.
الاعتداء على الأعيان المدنية (مرافق البنية التحتية المدنية) ومصادرة الممتلكات:
لم تميز الأطراف الثلاثة بين منشأة وأخرى فقصفت ودمرت واقتحمت وحرقت المدارس ودور العبادة والمشافي ومراكز الدفاع المدني وغيرها من الأعيان المدنية (هي جميع الأعيان التي ليست أهدافاً عسكرية (22))، ودمرت التراث الثقافي في المناطق التي هاجمتها (23).
تشير الإحصائيات المتوفرة إلى تدمير قرابة 79 مسجداً وثلاث كنائس في مجزرة حماة، أما في النزاع الحالي في سوريا فقد سجل مـا لا يقـل عـن 874 حادثـة اعتـداء علـى منشـآت طبيـة، و1416 علـى أماكـن عبـادة. إضافة إلى تضـرر 1611 مدرسـة، بعضهـا تعـرض لأزيـد مـن اعتـداء، قرابـة 87 % مـن حصيلـة هـذه الحـوادث يتحملها الحلف السوري الروسي (24)، أما ما يتوفر عن قطاع غزة فقد تعرض 233 منشأة طبية و390 منشأة تعليمية و398 دار عبادة لهجمات ألحقت بهم أضراراً (25).
كما اتبعت سياسة التفجير والتجريف فكما عمد نظام حافظ الأسد لتجريف منازل وأحياء بأكملها وانتهاك حرمات دور العبادة والمقابر فعل بشار الابن ولم يتورع الكيان الصهيوني عن ذلك. كما قام نظام الأسد بالاستيلاء على بعض المنشآت وتحويلها لمعتقلات أو لثكنات له.
في سوريا، صادر كل من نظام الأسد الأب والابن أراضي وممتلكات الأهالي وعلى وجه الخصوص ممتلكات معارضيهما، وقد سنّا عشرات القرارات والقوانين بهدف شرعنة هذه العمليات (26)، وقام نظام الأسد بعمليات نهب ممنهجة في المناطق التي دخل إليها. أما الكيان الصهيوني فالهدف الرئيس لممارساته هي السيطرة على الممتلكات الفلسطينية ولم يتورع عن فعل أي شيء في سبيل ذلك ليمنحها لاحقاً للصهاينة، كما قام بعمليات نهب وسرقات خلال عمليات المداهمة (27).
لم تقتصر الاعتداءات على المنشآت فقط بل تعدتها للأراضي الزراعية وعلى وجه الخصوص من قبل نظام بشار الأسد، كما قام الكيان الصهيوني بتجريف أراض زراعية في القطاع إمعاناً بالضرر الذي سيلحق المدنيين، فيما لم نسجل مثل هذا الإجراء من قبل نظام حافظ الأسد بشكل واسع لضيق مساحة مدينة حماة نسبياً والقصر الزمني النسبي للعمليات العسكرية التي تم تناولها هنا. قام نظام بشار الأسد بطرح أراض زراعية تعود ملكيتها لمعارضيه في مزادات لاستثمار محاصيلها لصالحه وقام بقطع الأشجار المثمرة في أراض أخرى وحرق المحاصيل الزراعية، كما لم يتوانَ عن مصادرة أراضي معارضيه (28).
الانتهاكات بحق الكوادر الطبية والإعلامية:
اعتمد نظام الأسد دوماً على كبت الحريات وعدم وجود إعلام خارجي على أراضيه إلا تحت شروط قاسية واعتقل العشرات من الصحفيين والناشطين الإعلاميين الذين قضى العديد منهم تحت التعذيب، لم يختلف الوضع كثيراً في مجزرة حماة التي كان التعتيم الإعلامي لها أبرز الأسباب لتشفي حافظ الأسد بأهالي حماة بيد من حديد وهذا ما صعّب عملية توثيق الانتهاكات التي مورست في المدينة حتى يومنا هذا. يمتاز الكيان الصهيوني عن نظام الأسد بأنه ورغم التضييقات التي يمارسها على الإعلام إلا أنه سمح بوجود إعلام ذو خطاب مغاير أو معاكس لخطابه على أراضيه وبموافقته.
على خلاف ذلك كان الوضع في النزاع السوري فعلى الرغم من آلة البطش التي استخدمها النظام السوري إلا أنه كان للناشطين الإعلاميين دور بارز في نقل ما يحصل للعالم الخارجي والمساهمة بتوثيق الانتهاكات وتأريخ الأحداث رغم الملاحقات وعمليات القتل بحقهم وكذلك فعل الناشطون الإعلاميون في غزة الذين يعملون جاهدين قدر الإمكان على نقل صورة ما يحدث ولم يكتف الكيان الصهيوني بقصفهم وقتلهم، بل دعا بعض الساسة الإسرائيليين إلى تصفيتهم (29).
استخدمت الأنظمة الثلاثة الإعلام كسلاح لصالحهم عبر نشر الروايات الكاذبة التي تبرر أفعالها وتنسبها لأطراف أخرى أحياناً. وقد تلقى الكيان الصهيوني دعماً كبيراً في حربه الأخيرة من قبل شركة ميتا التي أزالت مئات المنشورات الداعمة لفلسطين من على منصاتها في فيسبوك وانستغرام (30).
لم تكتف الأنظمة بقتل المدنيين في أماكن وجودهم بل تعمدت قصف النقاط الطبية الذين يتم نقلهم إليها وقتل الكوادر الطبية وإلحاق أكبر الضرر بالبنى الطبية، حتى تغدو العشرات من هذه النقاط غير قادرة على القيام بدورها ويفاقم الحصار الذي يتم فرضه من سوء الأوضاع فتغدو اللوازم الطبية شحيحة مما يرفع من نسبة الوفيات بين الجرحى وفي أحيان كثيرة الاضطرار لإجراء عمليات لهم بدون مخدر، يضاف إلى ما سبق اقتحام قوات هذه الأنظمة النقاط الطبية واعتقال الكوادر الطبية والجرحى وتخريب المعدات الطبية. إن توقف الخدمات الطبية في ظل استمرار القصف يهدف إلى إيقاع أكبر الخسائر البشرية وترهيب المدنيين. وقد عمدت الأنظمة الثلاثة إلى قتل أو اعتقال أكبر عدد ممكن من الكوادر الطبية في سبيل تحقيق الشلل في هذا القطاع الهام خلال العمليات العسكرية. ذكرت منظمة الصحة العالمية في تغريدة على منصة اكس (تويتر) أنها وثقت 237 هجمة على قطاع الصحة في غزة بعد 7 أيلول/ سبتمبر (31) فيما تشير الإحصائيات إلى مقتل 22 من العاملين في الكادر الطبي كانوا على رأس عملهم (32)، لم يكتف الكيان الصهيوني بقصف المستشفيات بل طالب نقاط طبية أخرى بإخلائها من الجرحى والمدنيين.
استخدام الأسلحة العشوائية:
لا تتوفر لدينا معلومات دقيقة حول الأسلحة التي استخدمها حافظ الأسد في مجزرة حماة عدا أنه استخدم الهجمات الجوية والأرضية فيها، أما بشار الأسد فقد استخدم الأسلحة العشوائية، تشير الإحصائيات لاستخدامه قرابة 82 ألف برميلاً متفجراً (33)، كما استخدم الخراطيم المتفجرة (34) وصواريخ الفيل وجميعها أسلحة مصنعة محلياً بطرق بدائية تهدف لإيقاع أكبر الضرر في أي مكان تسقط فيه.
تحدثت تقارير استخبارية أمريكية أن 40-45٪ من القذائف التي استخدمها الكيان الصهيوني في معركته الأخيرة هي قنابل غبية غير موجهة مما يسهم في ازدياد عدد الضحايا المدنيين في منطقة مكتظة بالسكان (35).
استخدام الأسلحة المحرمة دولياً:
لم يستخدم حافظ الأسد الأسلحة المحرمة (ربما لصغر مساحة مدينة حماة) على العكس من ابنه الذي لم يتوانى عن استخدام هذه الأسلحة فاستخدم السلاح الكيماوي (217 هجمة) (36) والعنقودي (37) (251 هجمة) (38) والحارق (41 هجمة) (39) بكثافة طوال سنوات وجلّ هذه الهجمات على مناطق بعيدة عن خطوط التماس، وعلى الرغم من قرارات مجلس الأمن المتعلقة بحظر استخدام الأسلحة الكيميائية وانضمام سوريا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية (رسمياً في 14/ تشرين الأول/ 2013) إلى أن هذا لم يردع قوات النظام السوري من تكرار استخدامها عشرات المرات بعد هذا التاريخ ولا بد من التذكير هنا بمجزرة الغوطة التي تعد من أكبر الهجمات بالسلاح الكيميائي في عصرنا هذا والتي نفذها نظام بشار الأسد في 20/ آب/ 2013 وأسفرت عن مقتل 1119 مدنياً اختناقاً بينهم 99 طفلاً و194 سيدة (40).
من المهم التنويه إلى أن ماذكر سابقاً هو ماقام به نظام بشار الأسد دون ذكر لما قام به حليفه الروسي من انتهاكات خطيرة لا تقل كثافة وأهمية عنه، إضافة لتزويده النظام السوري بمختلف الأسلحة التي استخدمها في هجماته ضد المدنيين.
استخدم الكيان الصهيوني الفوسفور الأبيض في بعض هجماته على قطاع غزة، لكن لم يتم التطرق لاستخدامه السلاح الكيميائي والعنقودي في هذه الحملة العسكرية.
الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية:
استخدمت الأنظمة الثلاثة التجويع كسلاح حرب بالتزامن مع عملياتها العسكرية حيث فرض نظام الأسد الأب الحصار على مدينة حماة كما فعل الكيان الصهيوني في قطاع غزة، وقد صرح مسؤولون كبار في الكيان عن نيّتهم حرمان المدنيين في غزة من الغذاء، والمياه، والوقود (41)، حتى بات 93٪ من سكان غزة يواجهون مستويات غير مسبوقة من الجوع (42). أما نظام بشار الأسد فاقتصر الحصار على بعض المناطق وذلك للطبيعة الجغرافية الممتدة وتعدد الجهات المسيطرة ومن أبرز المناطق التي مورس فيها الحصار أحياء حمص القديمة والغوطة الشرقية في ريف دمشق وأحياء حلب الشرقية وهذا ما أسهم بقوة في تحقيقه نتائج عسكرية لصالحه واستعادة السيطرة على تلك المناطق. لم تقتصر عمليات الحصار على السوريين فقط بل تعداها لمهجري فلسطين عام 1948 حيث تعرض مخيم اليرموك في محافظة دمشق للحصار والقصف ما تسبب بمقتل المئات منهم (43).
هناك حالياً مخاطر من أن يصبح 70 في المائة من سكان سوريا غير قادرين على توفير الطعام لأسرهم، جراء العمليات العسكرية وتردي الأوضاع المعيشية في البلاد (44).
إن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة لا ينحصر تأثيره على الأطفال والكهول فقط بل يتعداه إلى أصحاب الأمراض المزمنة الذين يحتاجون العلاج بشكل متواصل بالإضافة للجرحى، وقد سجلت في سوريا حالات وفاة بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية بعد عام 2011، كما توفي عشرات المدنيين في قطاع غزة جراء ذلك (45).
فيما لم يسمح نظام الأسد الأب بدخول المساعدات الإنسانية للمدينة طوال فترة العمليات العسكرية إلا أن قصر المدة الزمنية نسبياً ساهم بعدم ترك أثر كبير على المدنيين المحاصرين.
في قطاع غزة كان الوضع مختلفاً حيث أسهم الحصار في انخفاض كبير بمواد التغذية وبالوقود الذي يغدو أكثر أهمية في ظل هذه الظروف لتشغيل المولدات الكهربائية في المشافي وتشغيل سيارات الإسعاف، جاءت الهدنة الإنسانية التي أقرها الطرفان في 24/ تشرين الثاني واستمرت أسبوعاً متنفساً لأهالي القطاع حصل من خلاله على بعض المستلزمات التي نفذت تقريباً.
في سوريا كان الحصار سلاحاً بيد النظام السوري أسهم بشكل كبير في تركيع من يقطنون المناطق المحاصرة حيث كان يستمر شهورا دون أن يسمح إلا بدخول اليسير من المساعدات الإنسانية علناً أو تهريبها سراً وكان الحصار أشد وطأة على المحاصرين في المناطق الحضرية من المناطق التي تمتاز بوجود الأراضي الزراعية فقد ساهمت تلك الأراضي بإطالة أمد قدرتهم على التحمل.
لم يكتف النظام السوري بحصار شمال غرب سوريا حيث يعيش 4 ملايين إنسان جزئياً بل يعمل منذ قرابة عامين حتى يومنا هذا بمؤازرة من شريكيه الروسي والصيني على محاولة إخضاع دخول المساعدات الإنسانية لتلك المنطقة المنكوبة لتصبح عن طريقه فقط وليس عن طريق المعابر الموجودة على الحدود التركية السورية شمالاً لاستغلال هذه المساعدات كمصدر دخل كبير له ولتمكنه من التحكم بدخولها لتلك المناطق بحيث تغدو سلاحاً إضافياً بيده، وقد حذرت المنظمات الحقوقية من سيطرته على دخول المساعدات عن طريقه (46).
النزوح:
كان النزوح سمة في الوقائع الثلاث فالانتهاكات التي مورست بحق المدنيين والتي تم استعراض أبرزها باقتضاب أعلاه دفعت الآلاف حتى الملايين إلى النزوح، خلال مجزرة حماة كانت عمليات النزوح قليلة جداً من المدينة بسبب إغلاق المدينة لكن هاجر الآلاف من السوريين خارج البلاد قبل وبعد وقوع هذه المجزرة خشية بطش النظام بهم ولكونهم مطلوبين من قبله.
في النزاع الأخير في سوريا حصلت موجات نزوح وهجرة كبيرتين جراء العمليات العسكرية لكل الأطراف الفاعلة والذي كان نظام بشار الأسد وحليفيه الروسي والإيراني أبرز المتسببين بها، حتى بلغت 6.8 مليون نازح داخل سوريا و5.28 مليون لاجئ خارجها (47)، اضطر الآلاف منهم للنزوح أكثر من مرة، يتركز معظم النازحين في سوريا في شمال غرب البلاد ويعيشون في خيام أو أبنية غير مؤهلة للسكن ويعتمد معظمهم على المساعدات الإنسانية، وبالنظر إلى تعداد سكان سوريا وفق المكتب المركزي للإحصاء في سوريا فإن عدد السكان في سوريا في عام 2011 هو 21.124 مليون نسمة (48)، وبالتالي نجد أن النظام السوري تمكن من تشريد أزيد من نصف السوريين.
في قطاع غزة كان الوضع أسوأ حالاً فعمليات النزوح بحثاً عن مناطق أكثر أمناً لا تتوقف وبشكل خاص من شمال القطاع إلى جنوبه الذي بات غير قادر على استيعاب النازحين حيث باتت الكثافة السكانية في بعض المناطق تتجاوز 12,000 شخص/ الكيلومتر المربع فبدأوا بإنشاء مخيمات لهم، بلغ العدد التقديري للنازحين بنحو 1.9 مليون شخص (49)، من بينهم من تعرّض للنزوح أكثر من مرة، وهذا يمثل 85 ٪ من سكان القطاع، والذين بدأت الأوبئة بالانتشار بينهم جراء كثافة عددهم وانخفاض الرعاية الصحية المقدمة لهم، فضلاً عن السيناريوهات المطروحة لتهجيرهم من القطاع.
لم يكتف كل من نظام بشار الأسد والكيان الصهيوني بتشريد المدنيين بل لاحقهم بعمليات القصف والقتل في أماكن نزوحهم (50)، ولم يستثن من ذلك المباني الأممية ومن أبرزها المدارس (51) (52).
ردود الأفعال الشعبية:
لم تحظ مجزرة حماة بالتفاعل الشعبي جراء التعتيم الإعلامي حولها وقصر مدتها نسبياً، على عكس ما حصل في النزاع في سوريا والهجوم الأخير على غزة، وإن كان من الواجب عدم المقارنة بينهما فعلى الرغم من طول أمد النزاع السوري ما خفف من تعاطف شعوب العالم إلا أنها ماتزال تلقى بعضه، والقضية الفلسطينية هي قديمة ومتجذرة والمعتدي هو كيان محتل على رمز ديني مما يحتم على الشعوب التفاعل تلقائياً في سبيل وقف الهجوم الوحشي على قطاع غزة والخروج بمظاهرات منددة به ومطالبة بإيقافه ومحاسبة القتلة (53)، كما ساهمت مقاطعة الشعوب للشركات الإسرائيلية والتي يعود بعض ريعها للكيان الصهيوني في إحداث خسائر مالية لتلك الشركات.
وبينما أتاحت حكومات الدول، خصوصاً الإسلامية منها، التظاهرات الداعمة لفلسطينيي قطاع غزة فرض نظام الأسد الموافقات الأمنية على الجهات والفصائل الفلسطينية لتنظيم الفعاليات والوقفات التضامنية مع قطاع غزة بحجة “الحماية من الإرهاب والعصابات المسلحة والحفاظ على الأمن والأمان” (54)، مما يجعل من تصرفه محط تساؤل عن ما يطلقه من قضائه على الإرهاب في مناطق سيطرته وفيما إذا كان ظاهرياً يدعم الكيان الصهيوني في هجومه.
ردود الأفعال الدولية:
لم تلق مجزرة حماة أي تفاعل دولي أو حتى التحقيق فيها لتفعيل المحاسبة فعلى الرغم من سقوط او اختفاء الاف الضحايا وحجم الدمار المهول في المدينة والذي يمكن لحظه حتى في يومنا هذا، إلا أن حافظ الأسد ومعظم من شارك معه في هذه المجزرة توفوا دون أن يخضعوا للمحاسبة.
أما النزاع السوري فقد امتاز بمشاركة بعض الدول بالعمليات العسكرية فكان التدخل الروسي منذ 29/ أيلول/ 2015 حتى يومنا هذا، وتدخل الميليشيات اللبنانية والإيرانية والعراقية كداعمين لبشار الأسد فارتكبوا عشرات الانتهاكات وتسببوا بمقتل الآلاف، لا يمكننا أيضا التعامي عن تدخل قوات التحالف فيها بحجة القضاء على تنظيم داعش الذي كان أحد أطراف النزاع بالإضافة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
تلقى نظام بشار الأسد دعماً غير محدود من قبل روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الأمن عبر استخدام حق النقض (الفيتو) ضد اتخاذ أي قرار بحق النظام، وضد إحالة الملف السوري تحت الفصل السابع إلى محكمة الجنايات الدولية، واقتصرت المحاكمات تلك القائمة على مبدأ الولاية القضائية العالمية ضد بعض أفراد هذا النظام.
من المهم الإشارة أيضاً للدور الذي مارسته بعض الدول كروسيا وإيران وتركيا في عقد اتفاقات بين النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة والتي ضرب بها النظام عرض الحائط ولم يلتزم بأي منها، وقد خضع نظام الأسد الابن لعقوبات أمريكية وأوروبية عدة.
أما الكيان الصهيوني فقد تلقى منذ نشأته دعماً غير محدود من قبل بعض الدول وعلى وجه الخصوص من الولايات المتحدة الأمريكية التي استخدمت حق النقض الفيتو لصالح الكيان الصهيوني دوماً، كما قامت بتزويده بمختلف الأسلحة (55).
لا أرجو من خلال العرض السابق تمييز نظام عن الآخر أو المقارنة بينهم من حيث ارتكابهم للانتهاكات بحق المدنيين، فمثل هذه المقارنة غير سليم، لكن اجتماع هذه الأنظمة على تطبيق قواعد حماة دفعني كناشطة في مجال حقوق الإنسان وابنة لمدينة حماة لسرد موجز لما عرفته من هذه الانتهاكات بصوت مرتفع عوضاً عن تركها تجول في فكري وفكر الكثير من السوريين والفلسطينيين، دون التطرق لما شهده العالم العربي في هذا العصر، فهناك الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990) وحرب الخليج (عام 1991) والنزاع المسلح في اليمن (منذ عام 2019) والنزاع المسلح في السودان (عام 2023).
خلاصة ما سبق أن الأنظمة الثلاثة وعلى تباين ممارساتهم هي أنظمة ديكتاتورية شاملة لا تعنيها حقوق الإنسان ولاتلتزم بأية مواثيق، وأن الكيان الصهيوني تلقن دروساً من نظام الأسد ونهل ما يمكن نهله وثلاثتهم يتشابهون في ارتكابهم انتهاكات ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب لكنهم مغيّبون عن المحاسبة بفضل الإرادة الدولية مما أسهم في تماديهم وتسلطهم واستمرار معاناة المدنيين حتى يومنا هذا.
المصادر:
(1) صحيفة نيويورك تايمز، مقال لتوماس فريدمان في 21 أيلول/ سبتمبر 2001.
(2) صحيفة نيويورك تايمز، مقال لتوماس فريدمان في 3 آب/ أغسطس 2011.
(3) صحيفة نيويورك تايمز، مقال لتوماس فريدمان في 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
(4) حلقة من برنامج UpFront على قناة الجزيرة الإنكليزية تم بثها في 13 تشرين الأول/ أكتوبر2023.
(5) الشبكة السورية لحقوق الإنسان “الذكرى الأربعون لمجزرة حماة 1982 تتزامن مع عودة رفعت الأسد إلى بشار الأسد” في 28 شباط/ فبراير 2022.
(6) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “حصيلة الضحايا المدنيين”، في 14 حزيران/ يونيو 2023.
(7) وزارة الصحة الفلسطينية، في 15 شباط/ فبراير 2024.
(8) مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، “إسرائيل لا تحارب حماس وإنما المدنيين، وسط تطبيق سياسة قصف إجرامية”، في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(9) نفس المصدر (5)
(10) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “حصيلة الاعتقال التعسفي”، في 14 حزيران/ يونيو 2023.
(11) هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، “مؤسسات الأسرى: عدد حالات الاعتقال في الضّفة يتجاوز ال 7 آلاف منذ بدء العدوان”.
(12) المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، “تلقى معلومات حول تعرض بعضهم لإعدام ميداني.. الأورومتوسطي يطالب إسرائيل بالكشف عن مصير مئات الفلسطينيين المعتقلين تعسفا من غزة“، 3 كانون الثاني/ يناير 2024
(13) مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، “الاخفاء القسري بحق معتقلي قطاع غزة.. جريمة مستمرة ضد الإنسانية“، 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(14) المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، “مصير مجهول لرضيعة فلسطينية وأطفال آخرين نقلهم الجيش الإسرائيلي قسرا من قطاع غزة”، في 2 كانون الثاني/ يناير 2024.
(15) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “توثيق 72 أسلوب تعذيب لا يزال النظام السوري مستمراً في ممارستها في مراكز الاحتجاز والمشافي العسكرية التابعة له”، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2019
(16) هيومان رايتس ووتش، “لو تكلم الموتى”، في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2015
(17) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “حصيلة الضحايا بسبب التعذيب”، في 14 حزيران/ يونيو 2023.
(18) نفس المصدر (13)
(19) نفس المصدر (12)
(20) المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، “إسرائيل مطالبة بالكشف عن مصير عشرات النساء اللواتي اعتقلتهن في غزة والتحقيق في التعذيب وممارسات التحرش”، في 26 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(21) المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، “” جلبوا مدنيين ليشاهدوا تعذيبنا عراة”: الجيش الإسرائيلي يحول ممارسات التعذيب ضد معتقلين فلسطينيين إلى فقرات استمتاع لإسرائيليين”، في 12 شباط/ فبراير 2024
(22) اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، “دراسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن القواعد العرفية في القانون الدولي الإنساني”، 2 أيلول/ سبتمبر 2003
(23) منظمة العفو الدولية، “إسرائيل/الأراضي الفلسطينية المحتلة: “ما من مكان آمن في غزة”: الغارات الإسرائيلية غير القانونية تكشف الاستهتار الصارخ بحياة الفلسطينيين”، في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
(24) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “في الذكرى الثانية عشرة لانطلاق الحراك الشعبي: توثيق مقتل 230224 مدنيا بينهم 15272 بسبب التعذيب واعتقال تعسفي/ إخفاء قسري لـ 154817، وتشريد قرابة 14 مليون سوري”، في 15 آذار/ مارس 2023.
(25) وكالة شهاب للأنباء، في 14 كانون الثاني/ يناير 2024
(26) جسور للدراسات، “سياسة النظام السوري في مصادرة الأملاك العقارية“، في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
(27) المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، “سرقات ممنهجة وأعمال نهب لمنازل مدنيين فلسطينيين من الجيش الإسرائيلي في غزة“، في 29 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(28) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “تحليل أولي للقانون المتعلق بإدارة واستثمار الأموال المنقولة وغير المنقولة المصادرة بموجب حكم قضائي مبرم الذي أقره “مجلس الشعب السوري”“، في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(29) مراسلون بلا حدود، “مراسلون بلا حدود تُدين التهديدات الصادرة ضد الصحفيين والدعوات المطالِبة بقتلهم” في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
(30) هيومان رايتس ووتش، “نكث الوعود: سياسات ميتا والرقابة على المحتوى المتعلق بفلسطين على إنستغرام وفيسبوك“، في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(31) منظمة الصحة العالمية، 7 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(32) مؤسسة الحق، “مؤسسات حقوق الإنسان تدين الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للمستشفيات والطواقم الطبية في غزة“، في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
(33) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “النظام السوري ألقى في غضون تسع سنوات قرابة 82 ألف برميل متفجر تسببت في مقتل 11087 مدنيا بينهم 1821 طفلا“، في 15 نيسان/ إبريل 2021.
(34) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “الخرطوم المتفجر، سلاح مُرتجل ينضمُّ بفعالية إلى منظومة أسلحة النظام السوري“، في 16 أيار/ مايو 2017
(35) سي إن إن، 14 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(36) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “في يوم إحياء ذكرى ضحايا الحرب الكيميائية، النظام السوري لا يزال يحتفظ بترسانة كيميائية وتخوف جدي من تكرار استخدامها“، 30 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
(37) هيومان رايتس ووتش، “شمال غرب سوريا: القوات الحكومية تستخدم ذخائر عنقوديّة“، في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
(38) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “مخلفات الذخائر العنقودية تهديد مفتوح لحياة الأجيال القادمة في سوريا“، في 30 كانون الثاني/ يناير 2023
(39) نفس المصدر (24)
(40) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “الذكرى السنوية العاشرة لأضخم هجوم للنظام السوري بالأسلحة الكيميائية على المواطنين السوريين في غوطتي دمشق“، في 20 آب/ أغسطس 2023
(41) هيومان رايتس ووتش، “إسرائيل: استخدام التجويع كسلاح حرب في غزة“، في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(42) منظمة الصحة العالمية، “مزيج قاتل من الجوع والمرض يؤدي إلى مزيد من الوفيات في غزة“، في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(43) مؤسسة كارنيغي، “اللاجئون الفلسطينيون وحصار اليرموك“، 13 آذار/ مارس 2014
(44) منظمة الصحة العالمية، “الجوع في سوريا يرتفع إلى أعلى مستوياته خلال 12 عامًا، ومدير برنامج الأغذية العالمي يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة“، في 27 كانون الثاني/ يناير 2023
(45) المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، “وفاة العشرات من الفلسطينيين بسبب عدم توفر الرعاية الصحية والجوع في شمال غزة“، في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(46) هيومان رايتس ووتش، “لا يمكن الاعتماد على الحكومة السورية في تسليم المساعدات عبر الحدود“، في 14 تموز/ يوليو 2023
(47) المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حزيران/ يونيو 2023
(48) المكتب المركزي للإحصاء في الجمهورية العربية السورية
(49) مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، “الأعمال القتالية في قطاع غزة وإسرائيل | تقرير موجز بالمستجدّات رقم 74“، في 20 كانون الأول/ ديسمبر 2023
(50) الشبكة السورية لحقوق الإنسان، “تحقيق يثبت مسؤولية النظام السوري عن الهجوم بالذخائر العنقودية على تجمع للمخيمات شمال غرب مدينة إدلب“، في 21 آذار/ مارس 2023.
(51) الأمم المتحدة، “الأمم المتحدة تؤكد على حرمة منشآتها التي تؤوي آلاف النازحين في غزة وتندد باستمرار قتل المدنيين“، 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023
(52) وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين، “قطاع غزة: مدارس الأونروا التي تأوي النازحين تتعرض للقصف بشكل مستمر“، 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
(53) الجزيرة، “مظاهرات بمدن عربية وعالمية تندد بالحرب الإسرائيلية على غزة“، في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2023
(54) المدن، “النظام السوري يمنع التضامن مع غزة..بلا موافقة أمنية مسبقة“، في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
(55) منا لحقوق الإنسان، “الدعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل على توريد الأسلحة لإسرائيل من كلا الاتجاهين“، في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023
الوسوم: اعتقال، الكيان الصهيوني، حماة، سمية الحداد، سوريا، غزة، فلسطين، قتل، مجازر، مختارات


